عدن المدينة الأسطورة:استغرق بناؤها 500 عام واعتبرت جَنَّة الله على الأرض

عدد الرسائل : 67 تاريخ التسجيل : 06/03/2008

عدن المدينة الأسطورة:استغرق بناؤها 500 عام واعتبرت جَنَّة الله على الأرض

<table width="98%" align=center border=0><tr><td>احمد الجبلي
.. المدينة الاسطورة

كانت تضم 300 ألف قصر مبنية أو مطلية بالذهب والفضة

لجأ اليها سعد زغلول عندما نفاه الانجليز وعبدالقادر

الجزائري الذي فــرَّ من سجانيه الفرنسيين

تقول الاساطير انه بعد هبوط ابينا آدم الى الارض ازداد عدد اولاده وبناته، وكما هي قدرة الله، وحكمته اتجه الابناء والبنات كل الى جهة معينة. ويقول العلماء ان اتجاهاتهم كانت بمشيئة الله، كل الى اصله من الطين الذي منه خلق الله آدم . وحين قدم آدم الى مكة لزيارة البيت الحرام وبرفقته قابيل وهابيل، قال للسماء«احفظي ولديَّ بالامانة» فابت فقال ذلك للأرض والجبال فابتا ،فقال ذلك لقابيل فقال قابيل : نعم، ترجع وتراه كما يسرك فرجع آدم وقد قتل قابيل هابيل، وكان بذلك او ل قتيل على كوكب الارض وحدثت اول جناية في الخيانة.وحول ذلك اختلف المؤرخون فمنهم من قال ان القتل كان على جبل «نود» وقال بعضهم على «عقبة حراء»ومنهم من قال بالبصرة وقال آخرون في مدينة عدن. وتؤكد روايات أخرى عديدة ان آدم طرد قابيل وقال له اذهب فأصطحب قابيل معه اخته « اقليما» وذهبا الى عدن من ارض اليمن وكان الغراب شاهداً على هذه الحادثة ومساعداً لقابيل على دفن اخيه، كما ظل الغراب يلاحق القاتل بالنعيق ويقول تعالى « وما من طائر يطير بجناحيه الا امم مثالكم» صدق الله العظيم .

احمد الجبلي

تسمية عدن

وينسب الكاتب اليمني علي محمد زين الجفري الى الامام العالم العلامة ابن اسحق احمد بن محمد ابراهيم الثعلبي في كتابة المسمى بالعرائس والى آخرين ان مدينة عدن- اي «كريتر» حاليا- كانت في العصور القديمة تتبع حضرموت اما التسمية فمنهم من قال ان اسمها كان«عاد» نسبة الى بقايا قوم « عاد» ومنهم من قال ان اسمها «عدن» - بسكون الدال- لأنها كانت تشبه الجنة ذلك في عصر شداد بن عاد. واستدل المؤرخون على ماذكره القرآن الكريم في قوله تعالى «الم تركيف فعل ربك بعاد. ارم ذات العماد. التي لم يخلق مثلها في البلاد» وقوم عاد الاولى كما اجمع المؤرخون كانوا في الارض الواقعة مابين عمان الى حضرموت حتى عدن، وكان نبيهم هود عليه السلام كما قال تعالى «والى عاد اخاهم هودا» وعاد هو بن عوص بن ارم بن سام بن نوح.

أما عاد الثانية، اوماتبقى من قوم عاد، فقد كانوا في عدن، فقد روى عن سفيان بن منصور عن ابي وائل قال ان رجلا يقال له عبدالله بن قلابة خرج في طلب ابل له ضلت، فبينما هو في بعض صحارى عدن في تلك الفلوات، اذ وقع على مدينة عليها حصن، وحول ذلك الحصن قصور عظيمة واعلام طوال، فلما دنا منها ظن ان فيها من يسأله عن إبله، فلم ير فيها احدا، لا داخلاً ولا خارجاً، فنزل عن ناقته وعقلها، وسل سيفه ودخل من باب الحصن، فاذا هو ببابين عظيمين لم ير في الدنيا اعظم منهما ولا اطول، واذا خشبهما من عود طيب وعليهما نجوم من ياقوت اصفر وياقوت احمر، ضوؤها يملأ المكان، ففتح احد البابين فاذا هو بمدينة لم ير الراءون مثلها قط، واذا هو بقصور معلقة تحت اعمدة من زبرجد وياقوت، وفوق كل قصر منها غرف مبنية بالذهب والفضة واللؤلؤ، على كل باب من ابواب تلك القصور مصراع مثل مصراع باب تلك المدينة من عود رطب، وقد فرشت تلك القصور باللؤلؤ وبنادق المسك والزعفران.

لم ير هناك احدا، فأخذه الفزع، ثم نظر الى الأزقة فاذا في كل زقاق منها اشجار قد اثمرت ، وتحتها انهار تجري في قنوات من فضة اشد بياضا من الثلج، فقال «هذه الجنة التي وصفها الله لعباده والحمد لله» ثم اخذ مااستطاع وخرج الى ناقته فركبها حتى رجع الى اليمن، فاظهر ماكان معه، وعلم الناس بأمره حتى بلغ معاوية بن ابي سفيان، فارسل ابو سفيان رسولا الى صاحب صنعاء ليحضر له هذا الرجل، ولدى مثوله امام معاوية قصَّ عليه مارأى في هذه المدينة، فتعجب معاوية وقال «ان الله لم يعط احدا مثل ماأعطى سليمان بن داوود عليه السلام». فقال له بعض جلسائه انه يوجد خبر لهذه المدينة في زماننا هذا الا عند كعب الاحبار، فارسل معاوية الى كعب الاحبار، ولما حضر قال: يااسحق، دعوتك لأمر رجوت ان يكون علمه عندك، فقال له يا أمير المؤمنين طلبك مجاب.. سل عما بدا لك، فقا له معاوية: اخبرنا هل بلغك في الدنيا مدينة مبنية من الذهب والفضة وعمدها من زبرجد وياقوت.. وشرح له الى آخر القصة.

فقال كعب: والذي نفس كعب بيده، لقد ظننت أنني سأسأل قبل ان يسألني احد عن تلك المدينة ومافيها، ولكن اخبرك بها يا امير المؤمنين، اما تلك المدينة فهي على حق كما وصفت، واما الذي بناها فشداد بن عاد، والمدينة هي إرم ذات العماد التي لم يخلق مثلها في البلاد. ثم قال: يا امير المؤمنين والذي نفس كعب بيده ماخلق الله في الارض شيئا الا وقد فسره في التوراة لعبده موسى عليه السلام.

روايات أخرى

واستمرت الروايات الاخرى تتحدث عن تلك المدينة فقال «الشعبي»: اخبرنا دغفل الشيباني عن رجل من حضرموت يقال له «بسطام» انه وقع على حفيرة شداد بن عاد في جبل من جبال حضرموت، مطل على البحر الاحمر، قال: كنت اسمع في صباي الى ان اكتحلت بمغارة في جبل من جبالها، وان الناس تهيب من دخولها، فلم احفل بما كنت اسمع من ذلك. فبينما انا في نادي قومي اذ نشدوا حديث تلك المغارة، ثم وصفوا موضعها، فقلت لقومي اني غير منته من هذه المغارة حتى ادخلها، فهل فيكم من يساعدني؟. فقال فتى منهم حديث السن: انا صاحبك، فقلت: ياابن اخي اتجسر على ذلك قال: عندي ماعندك من رباطة الجأش، ثم هيأنا انفسنا وحملنا ادوات عظيمة مملؤة ماءوطعاما، ثم مضينا نحو ذلك الجبل الذي فيه المغارة، وكان مشرفا على البحر في المكان الذي يركب منه اهل حضرموت، فلما اشرفنا على باب المغارة اشعلنا الشمعة وذكرنا الله تعالى، واذا بها مغادرة عظيمة عرضها عشرون ذراعاً وطولها علوا نحو خمسين ذراعاً، فمشينا فيها في طريق املس مستوٍ ثم افضينا الى درج عاديةعرض الدرجة عشرون ذراعا في سمك عشرة اذرع، فافضينا الى ازج صهريج عظيم محفور في الجبل في طول مائة ذراع وعرض اربعين ذراعا وسمكه في السماء قدرمائة ذراع، وفي صدره سرير من ذهب منضد بصنوف الجواهر، وفوقه رجل عادي عظيم الجسم، قد اخذ طول ذلك الازج وعرضه وهو مضطجع على ظهره كهيئة النائم، وعليه سبعون حلة بمقدار طوله وعرضه، وبذلك الازج يضيء ثور من ثقب عرضه ذراعان وارتفاعه ثلاثة اذرع خارجا الى فضاء، وعلى رأس السرير لوح من ذهب عظيم فيه كتابة مالها مثيل، وهي كتابه عاد، ثم طلعنا ودنونا من ذلك الرجل ولمسنا تلك الحلل فصارت رميماً، وبقيت قضبان الذهب فجمعناها في ازارينا. ثم اردنا قلع بعض الجواهر المثبتة بالسرير فلم نقدر عليها لوثاقتها فتركناها، وهجم علينا الليل بعد مارأينا الضوء قد ذهب من خلال ذلك الثقب.

وهكذا تصف الرواية نفسها خروج هذين الرجلين وهما محملان بالذهب ولوح مكتوب عليه بعض ابيات من الشعر استطاع احد رجال اهل صنعاء وهو حميري ان يقراءه بعد عام من اخراج هذا اللوح.

اعتبرني ايها المغرور بالعمر المديد انا شداد بن عاد صاحب الحصن العميد.

وأخو القوة واليأس، والملك الحشيد... الخ

فانتهت الرواية الطويلة بان شداد بن عاد كان في عدن وابنه «مزيد» بن شداد على مملكة حضرموت، وعندما هلك شداد ومن معه من عقاب الله امر ابنه بحمل ابيه الى حضرموت مطليا بالصبر والكافور ليدفن هناك، كما امر بسد هذه المغارة.

300 ألف قصر

وقد جاء ذكر عدن في العديد من كتب التاريخ القديم. ففي كتابه «تاريخ تعز عدن» وصفها ابو الطيب قائلا: كان بمعاليها اشجار كبار ذات شوك كالسُّمر والعوسج وغير ذلك. وقال عنها المؤرخ العربي المعروف الهمداني في مؤلفه «صفة جزيرة العرب»: ان إرم ذات العماد كانت تقوم في «تيه أبين» ووصفها بـ«المدينة الاسطورية»، أي انها كانت تضم 300 الف قصر شيدت او طليت بالذهب والفضة والجواهر، وقد استغرق بناؤها 500 عام.. وعنها قال الرحالة ابن بطوطة عندما زارها: «هي مرسى بلاد اليمن على ساحل البحر الاعظم».. كما ارتبط تاريخ عدن بتاريخ البحر الاحمر والمحيط الهندي.

أما الرحالة العربي المؤرخ ياقوت الحموي فقد قال عن عدن: «انها اقدم اسواق العرب».

ويأتي دور المؤرخ اليمني حسين احمد العرشي الذي احس بالناحية القومية اكثر من احساسه بالناحية الاستراتيجية لعدن فقال: «انها اشبه بالسن القلقة في ثغر الانسان» من كثرة ماتنازعت عليها القوى العالمية، فعندما تبددت القدرة العربية،وبدأت الخلافات تنخر في جسدهم الواحد، اصبح من السهل ان يتقدم الغزاة الذين وفدوا من هولندا وبريطانيا وايطاليا وفرنسا والبرتغال، ان كان هذا الغزو الاوروبي يعتمد في استراتيجيته ان عدن بوابة ارض الأمة العربية، فالطاهريون والمماليك قد تصدوا للغزو البرتغالي، وعندما تكاتفت الحملةالاوروبية انتهت باحتلال معظم البلدان العربية المجاورة، وكان من نصيب الانجليز السيطرة التامة على عدن وجنوب اليمن عام 1839م.

ولقد ازدهرت عدن في عهد عمر بن عبدالعزيز، ومازالت بقايا اثار المسجد حتى الآن، الذي يطلق على ماتبقى منه «منارة البريد»، كما احتضنت الكثير من اولياء الله الصالحين الذين شاركوا في مقاومة الاحتلال ومنهم ابو بكر بن عبدالله العيدروس (دولة الطاهريين). وممن احتضنتهم عدن سعد زغلول عندما نفاه الانجليز من مصر، والامير الشاعر المناضل عبدالقادر الجزائري الذي فر من سجانيه الفرنسيين في السويس وجاء الى عدن وبقي فيها فترة ثم رحل الى الشام. وكما كانت عدن من اولى المدن التي عرفت على وجه الارض، يبدو ان مشيئة الله عز وجل قد جعلتها ايضا من اواخر المدن التي تظهر منها علامات قيام الساعة كما يقول الكاتب اليمني علي محمد الجفري. ويستدل على ذلك بحديث الرسول الكريم صلوات الله عليه وسلامه: «لاتقوم الساعة حتى تروا عشر آيات: طلوع الشمس من مغربها والدخان والدابة وخروج ياجوج وماجوج وخروج عيسى عليه السلام والدجال وثلاثة خسوف، خسف بالمغرب وخسف بالمشرق وخسف بجزيرة العرب ونار تخرج من قعر عدن تسوق او تحشر الناس، تبيت معهم حيث باتوا وتقيل معهم حيث قالوا» رواه مسلم.
</TD></TR></TABLE>

بارك الله فيك0

معلومات قيمه0

» المصحف الشريف بالفلاش أعجوبة على الأرض سبحان الله
» المصحف المرمز رائعة الروائع لااله الا الله محمد رسول الله
» برنامج يحكى عن رسول الله صلى الله عليه وسلم كأنك تراه
» موقع رسول الله صلى الله عليه وسلم (ارجو التثبيت)
» مصحف الجوال بطبعة المدينة المنورة + تلاوة صوتية ( 6قراء) +تفاسير +بحث نصي وموضوعي ...